بادو الزاكي: المنتخب الوطني بدأ يسترجع روحه التي فقدها بعد استقالتي

]بادو الزاكي: المنتخب الوطني بدأ يسترجع روحه التي فقدها بعد استقالتي

ماهي حظوظ المغرب في الفوز بكأس إفريقيا للأمم 2008 المنظمة بغانا؟ وهل المنتخب المغربي يمتلك من الكفاءات ما يجعله يمضي قدما في المنافسة حتى بلوغ النهاية؟ وهل التشكيلة الوطنية التي تم اختيارها من طرف الناخب الوطني هنري مشيل تشمل جميع العناصر الجيدة التي يمكن أن يعوّل عليها من أجل الفوز باللقب؟

لماذا لم يتمكن المغرب طيلة 32 سنة من الفوز بكاس إفريقيا للأمم؟ أين الخلل؟ وهل من حلول؟.. كل هذه الأسئلة وغيرها طرحتها "منارة" على الناخب الوطني السابق بادو الزاكي الذي قاد المغرب إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2004 التي أقيمت في تونس، وأحد ألمع المدربين المغاربة والأكثر كفاءة.. فكان معه الحوار على الشكل التالي:

منارة: بداية ماهو تقييمكم للمجموعة التي يوجد فيها المغرب؟
بادو الزاكي: المجموعة ليست سهلة، ولكن مقارنة مع المجموعات الأخرى، فهي أسهلهم، وإذا نظرنا إلى المجموعات الأربعة الأخرى، فلن نجد أحسن من المجموعة( أ) بالرغم من أنها ليست سهلة، وأقول أن المغرب محظوظ لأنه جاء ضمن هذه المجموعة، وبقليل من التدبير العقلاني ومعرفة كيفية إدارة المباريات مع قليل من الحظ، أعتقد أن المغرب سيمر إلى الدور الثاني.

منارة: ما رأيك في العناصر الوطنية التي تم اختيارها لتمثيل المغرب في هذه المنافسة القارية؟
بادو الزاكي: أظن أن هنري مشيل، ليس غريبا عن الميدان، فلديه تجربة كبيرة وهو خبير في ميدانه، وهذه ليست هي أول مشاركة له في كأس إفريقيا، لهذا لا أستطيع أن أقول أن التشكيلة هي جيدة أو ليست في المستوى، ولكن أقول أن هناك رجل يعرف عمله، وبدأ يعطي روحا للفريق الوطني المغربي التي فقدها بعد استقالتي.

أظن أن الرجل مسؤول عن خياراته، لا أقول انه صائب أو مخطأ، فهو الذي يتتبع اللاعبين وأي لاعب تتبعه الناخب الوطني واقتنع به فهو اختيار صائب، يبقى الميدان هو الذي سيبرهن عن مدى نجاعة هذه الاختيارات. وفي اعتقادي، أن المجموعة التي نادى عليها جميعها في المستوى، وهناك لاعبون لم يتم اختيارهم هم أيضا في المستوى ولكن لا يمكنه أن يختار 40 لاعبا، لأن اللائحة تحدد 20 أو 26 لاعبا. وما يبقى هو أن اللاعب مهم، والعمل الذي سيتم القيام به هو أيضا مهم، كما أن النتائج التي سنحصل عليها هي التي ستؤكد أهمية كل ذلك.

منارة: ماهي نسبة حظوظ المغرب للفوز بكأس إفريقيا 2008؟
بادو الزاكي: نسبة الحظوظ الآن هي 50 في المائة مقارنة مع جميع الخصوم، فأي بلد مشارك، وعند انطلاقة المنافسات ستكون لديه 50 في المائة من حظوظ الفوز، حتى يثبت العكس. لا يمكن أن نقول أن حظوظ المغرب في الفوز هي مائة في المائة أو أن الحظوظ معدومة، فجميع المنتخبات المشاركة هي قوية ولديها طموح للفوز بكأس إفريقيا، وهذا الطموح مشروع، والمنتخب المغربي أحد هذه الفرق، لذلك، فجميع الفرق في البداية لديها نفس الرغبة في الفوز ونفس النسب المائوية في الفوز، ولكن الميدان هو الذي سيحكم.

منارة: ماهي قراءتك للفرق المشاركة في الدورة وماهي الفرقة التي لديها أكبر الحظوظ للفوز؟
بادو الزاكي: اذا اردنا ان نحدد الفرقة التي لديها نسبة كبيرة للفوز، نستطيع ان نحددها وبسرعة.. فهي غانا بحكم أنها تلعب أمام جمهورها وتلعب في طقسها وفي مناخها، كما أن لديها عدد كبير من اللاعبين المحترفين، واذا كانت هناك من نسبة، فوق الـ 50 في المائة، فأستطيع أن اعطيه لغانا، عدا ذلك، فكل المنتخبات متساوية الحظوظ عند الانطلاقة.

منارة: كيف ترون تطور كرة القدم الوطنية سواء على المستوى الوطني (البطولة الوطنية) أو على المستوى الإفريقي؟
بادو الزاكي: أظن أن البطولة الوطنية بدأت تنتعش من حيث الأداء، رغم وجود عدة معيقات، وعندما أقول المعيقات أشير إلى ناحية التسيير، ماذا يجب أن نعمل؟.. يجب أن نجلس والمسؤولين الذين هم في مكان القرار، على مائدة الحوار، ونهيأ برمجة احترافية، أو قانونا احترافيا، يحمي جميع المتدخلين، سواء من مستشهرين، أو من لاعبين أومن مدربين، أو مسيرين، حتى نتجاوز الارتجال الذي للأسف لازلنا نتخبط فيه لحد الساعة.

الحمد لله لا ينقصنا شيء، فالذي يأتي بالكأس هم اللاعبون واللاعبون موجودون، ولكن ما ينقص هو التسيير والتدبير العقلاني. يجب ان يكون لدينا مسيرون في مستوى لاعبينا. أكثر من 90 في المائة من لاعبي المنتخب المغربي هم لاعبون احترافيون، متشبعون بطرق احترافية وبتداريب احترافية، فليس هناك مكان للحظ، لابد من إستراتيجية ومن عمل عقلاني، فإذا نجحنا في أن يكون لدينا مسيرون في هذا المستوى، فهذا سينعكس على اللاعب الذي هو في الاصل مستعدا وفي المستوى، فيمكننا بالتالي ان نفوز بكاس إفريقيا، ويمكن أن نمضي كل أربع سنوات الى كأس العالم، ويمكننا ان نستثمر حتى منتوجاتها من الناحية الاقتصادية.

منارة: في رأيكم ماهو السبب في عدم تمكن المغرب من الظفر بكأس إفريقيا للأمم منذ 1976؟
بادو الزاكي: إذا نظرنا الى المشاكل التي نعيشها سنويا في البطولات الوطنية، وكذلك إلى الطريقة التي تدار بها الرياضة بصفة عامة في المغرب..نقول أن الشيء الذي حصلنا عليه هو في حد ذاته معجزة.

</TD></TR></TABLE>