http://www.up1up2.com/up1/uploads/a9a3ae7e85.gifhttp://www.arabsys.net/pic/bsm/11.gifنحن في زمان قلت فيه الأمانة , وكثرت فيه الخيانة , وأصبح كثير من الناس
لا يؤتمنون , وإذا اتمنوا خانوا , فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة , أصبح يقال : إن في
بني فلان رجلاً أميناً , لندرة الأمانة بين الخلق , وكأن الناس ماعلموا أن الأمانة
والرحم يقفان يوم القيامة على جانبي الصراط يميناً وشمالاً , لعظم أمرهما وكبر
موقعهما , وليطالبا من يريد الجواز بحقهما .
وأما سلفنا السابقون فقد تجذرت الأمانة في قلوبهم , فبها يتابعون , ويتعاملون
ولهم في ذلك قصص وأخبار , من ذلك ما حكاه ابن عقيل عن نفسه :
يقول : حججت فوجدت عقد لؤلؤ في خيط أحمر , فإذا شيخ ينشده , ويبذل لمن
يجده مئة دينار , فرددته عليه , فقال : خذ الدنانبر , فامتنعت وخرجت إلى الشام
وزرت القدس , وقصدت بغداد فأويت بحلب إلى مسجد وأنا بردان جائع ..
فقدموني , وصليت بهم , فأطعموني , وكان أول رمضان ..
فقالوا : إمامنا توفي فصل بنا هذا الشهر , ففعلت , فقالوا : لإمامنا بنت ..
فتزوجت بها , وأقمت معها سنة , وولدت بكراً , فمرضت في نفاسها ..
فتأملتها يوماً فإذا في عنقها العقد بعينه بخيطه الأحمر , فقلت لها : لهذا قصة
وحكيت لها , فبكت وقالت : أنت هو والله !!! ؟؟؟
لقد كان أبي يبكي , ويقول : اللهم ارزق ابنتي مثل الذي رد العقد علي , وقد
استجاب الله منه , ثم ماتت ......
يقول : فأخذت العقد والميراث , وعدت إلى بغداد ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..